دعم ولاء صالح Walaa Saleh

دعم ولاء صالح Walaa Saleh لا حيلة ولا قوة لنا، حتى حق الحياة لا نملك منه شيء أصواتنا حزينة،المكان يضج بالنحيب والبُكاء، تفوح منه رائحة الموت والصُراخ لا يتوقف وليس هناك مهربٌ ولا مكاناً آمن لنا.. تضيق بُنا الدُنيا من كل شيء لا مأوى لا طعام لا ماء يصلح للشُرب، فقط لاشيء نعيش في العدم،أرواحنا في هذا العالم لا قيمة لها،نحن مجرد أرقام. نشعر طوال الوقت وكأننا جنازاتٍ مؤجلة نخوض صراعٍ مع الموت ،صراع البقاء والنجاة،نهرب من مكانٍ لمكانٍ آخر، نسعى بشكل جنوني لكسب المزيد من الوقت لنبقى على قيد الحياة. تخيل أنك فقط تُصارع لتبقى حيًا.

دعم ولاء صالح Walaa Saleh
دعم ولاء صالح Walaa Saleh

دعم ولاء صالح Walaa Saleh

لا زلت اتذكر كل الليالي الموحشة التي عشناها، لا تغيب عن ذهني، تمر امامنا في شريط ذاكرتنا كلما سمعنا اصوات القصف والدمار،او حين نختنق برائحة بارود متفجراتهم من كل مكان حولنا،لن انسى الليالي التي رقد والدي فيها في فراشه متأثرًا من استنشاقه، كنا نتأمل حاله بحسرةً وقلوبنا منفطرة، لا دواء لا مشافي لا وجود لأي مُساعدة، لم يبقى لدينا سوى بعض المُسكنات ليتناولها كي تخفف آلام عظامه التي كانت تعتصر من شدة الوجع، لم يشفيه سوى رحمة الله به..

قلبي مفطور، لست أدري عن أي مأساة ينبغي ان اكتبها، لا تسعني الكلمات لوصف بشاعة وهوّل الشعور..
هل اتكلم عن الأيام الثلاث التي حُوصرنا فيها داخل منزلنا دون أن نصدر صوتًا او نتحرك في ارجاء البيت!
جمعنا انفسنا في داخل غرفتنا، غرفة واحدة تضم ٧ أشخاص من بينهم طفلة تبلغ من العُمر 12 عشر عامًا، ننظر الى بعضنا البعض بنظرات وداع، نخبر بعضنا اننا سنكون على ما يرام كي تهون علينا فاجعة المصيبة ولكننا على يقين اننا سنواجه الموت لا محالة، نسمع اصوات اطلاق الرصاص على الناس في بيوتهم من حولنا وننتظر بكل يأس دورنا ..
نعيش المأساة بكل فظاعتها دون ارادتنا ، لا ذنب لنا ،نحن مجرد أشخاص مدنيين كان لدينا أحلام وآمال كثيرة، لم يبقى لدينا سوى فتات الأمل، كُنا نردد بالقول انها ستكون معجزة ان بقينا على قيد الحياة..
ثلاث أيام، بنهارهم وليلهم كانوا الأسوء على الإطلاق او هكذا اعتقدنا ، لا زلت اتساءل كثيرًا كم كان مستحيلًا علينا ان ننجو ولكنه بصيص الأمل بالحياة جعلنا نحاول بيأس ان نهرب! هربنا بأعجوبة من المنزل، في الخامسة فجرًا، مع بدأ طلوع النهار، لم نقوى على استيعاب فكرة ان يتم اعدامنا في المنزل دون ان نحاول العيش..
خرجنا ونحن نحمل ارواحنا على اكتافنا، في كل خطوة للأمام يزداد لدينا امل النجاة، لم ننظر للوراء ابدًا.
ودعنا بيتنا وذكرياتنا، تركنا قلوبنا وراءنا والقلب يتفتت حُزنًا ولا حيلة لنا.
لم يكن هناك مكانًا آمن، كُنا نحسب اننا نجونا، ولكن لا نجاة هُنا، تم قصفنا بعد ساعتين من هروبنا، كان ينتظرنا الأكثر سوءًا، هُنا انت تواجه صراع البقاء على قيد الحياة طوال الوقت، حتى حين تنجو بمعجزة ، يظل يلاحقك شبح الموت باستمرار ولكنها حكمة الله لنا ان نبقى أحياء في كل مرة..
كلمة احياء تبدو مثيرة للسخرية في حين ان لا علاقة لها بالواقع..
فقدنا اشخاص نحبهم، بيوتنا وأحلامنا، بعضنا أصبح مُصاب في جسده والبعض الآخر في بيته وماله ولكننا جميعًا مصابين في فاجعة قلوبنا..
بكل أسف في غزة تذكرة سفرك خارج البلاد تبلغ للشخص الواحد 5000 – 7000 $
لك ان تتخيل كم هو باهض ثمن حياتك في حين انك تواجه الموت والجوع والتشرد طوال الوقت دون ان تملك اي شيء سوى ما ترتديه على جسدك..

اسمي ولاء محمد صالح

انني ابنة وأُم لدي طفلة وعائلة أعيش لأجلهم.
أعيش في غزة ،تعرضنا للقتل والمحاصرة مراتٍ عدة وكنا ننجو من الموت بأعجوبة، أراد الله لي فيها أن أحيا،خرجت بإصابة في قدمي، فقدت فيها القدرة على المشي منذ خمسة أشهر، لا شيء لدي سوى الأمل
أبكي بُكاء الخائف بُكاء من خاب أمله وخذلته الحياة والعالم بأسره..
كل ما ارجوه هو النجاة انا وعائلتي، لا شيء أكثر، لا شيء.
دعم ولاء صالح