التخطي إلى المحتوى

مجموعة العشرين، أو قمة العشرين، تعد واحدة من أهم التجمعات الدولية في العالم. تضم هذه المجموعة أقوى الاقتصادات العالمية وتلعب دورًا حيويًا في مناقشة السياسات المالية والاقتصادية الدولية. تأسست مجموعة العشرين استجابة للأزمات المالية العالمية، ومنذ ذلك الحين أصبحت منصة رئيسية للتعاون الاقتصادي الدولي. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ تأسيس مجموعة العشرين.

نشأة مجموعة العشرين

تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، استجابة للأزمات المالية العالمية التي شهدها العالم في أواخر التسعينيات، وبخاصة الأزمة المالية الآسيوية في 1997-1998. جاء التأسيس بمبادرة من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة السبع (G7) كوسيلة لتوسيع الحوار الاقتصادي ليشمل اقتصادات ناشئة رئيسية لم تكن ممثلة في مجموعة السبع.
كان الهدف الأساسي من إنشاء مجموعة العشرين هو جمع الدول الصناعية المتقدمة مع الدول الناشئة الكبرى لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية وتعزيز الاستقرار المالي الدولي. تضم المجموعة حاليًا 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، مما يمثل مجموعة واسعة من الاقتصادات المتقدمة والنامية.

الدول الأعضاء في مجموعة العشرين
تضم مجموعة العشرين الدول التالية: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
تعتبر هذه الدول ممثلة لحوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة العالمية، وحوالي ثلثي سكان العالم، مما يجعلها قوة اقتصادية هائلة.
الأهداف والمهام الرئيسية
تهدف مجموعة العشرين إلى تعزيز الاستقرار المالي الدولي والعمل على تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام. تشمل مهامها الرئيسية:
تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي: تعمل المجموعة على تنسيق السياسات الاقتصادية بين الدول الأعضاء لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي.
معالجة الأزمات المالية: تلعب دورًا حيويًا في الاستجابة للأزمات المالية من خلال تقديم التوجيه والتوصيات.
مناقشة القضايا الاقتصادية العالمية: تتناول قضايا مثل النمو الاقتصادي، والتجارة الدولية، والتنمية المستدامة، والبيئة، وغيرها.
تعزيز الاستدامة المالية: تعمل على تحسين الشفافية المالية ومكافحة الفساد وضمان العدالة الضريبية.
أهم القمم والاجتماعات
منذ تأسيسها، عقدت مجموعة العشرين العديد من القمم والاجتماعات السنوية التي ساهمت في تشكيل السياسات الاقتصادية العالمية. من أبرز هذه القمم:
قمة واشنطن 2008: عقدت في أعقاب الأزمة المالية العالمية، حيث اتفق القادة على إجراءات لتعزيز الاقتصاد العالمي وتحسين تنظيم الأسواق المالية.
قمة لندن 2009: ركزت على تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وضمان الشفافية في الأسواق المالية.
قمة هامبورغ 2017: تناولت قضايا مثل التجارة الحرة، وتغير المناخ، والتعاون في مكافحة الإرهاب.
قمة الرياض 2020: عقدت عبر الفيديو بسبب جائحة كوفيد-19، حيث ناقش القادة تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي واتفقوا على إجراءات لتعزيز التعافي.
إنجازات مجموعة العشرين
حققت مجموعة العشرين العديد من الإنجازات منذ تأسيسها، منها:
التنسيق في الاستجابة للأزمات: لعبت دورًا حيويًا في تنسيق الاستجابة العالمية للأزمة المالية 2008-2009، مما ساعد في استعادة الاستقرار المالي.
التعاون في قضايا التنمية: ساهمت في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك مكافحة الفقر وتحسين الصحة والتعليم.
التركيز على القضايا البيئية: شجعت على اتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية.
تعزيز النظام المالي العالمي: عملت على تحسين تنظيم الأسواق المالية وزيادة الشفافية والمساءلة.

محموعة العشرين
محموعة العشرين

التحديات المستقبلية
رغم الإنجازات التي حققتها، تواجه مجموعة العشرين العديد من التحديات:
التوترات التجارية: النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، يمكن أن تؤثر على التعاون الاقتصادي الدولي.
التغير المناخي: الحاجة إلى تعزيز الالتزامات باتفاقيات المناخ والعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية.
التفاوت الاقتصادي: معالجة الفجوة الاقتصادية بين الدول المتقدمة والنامية وضمان توزيع عادل للثروات.
الجائحة والتعافي الاقتصادي: التعامل مع التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وضمان تحقيق انتعاش اقتصادي شامل ومستدام.
خلاصة
مجموعة العشرين تعد من أهم المنتديات الدولية التي تجمع أكبر الاقتصادات العالمية لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية العالمية. منذ تأسيسها في 1999، لعبت المجموعة دورًا حيويًا في تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والاستجابة للأزمات المالية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومع استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، يبقى دور مجموعة العشرين محوريًا في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.